متى يبدأ طفلكم تجربة الصوم؟

تبقى مسألة صوم الأطفال حدثا تحوم حوله خلافات كثيرة بين من يؤيد صوم الأطفال وبين من يعارضه. وتظل الحيرة ترافق الآباء والأمهات بشأن تدريب أطفالهم على الصوم خلال الشهر الفضيل تدريجيا حتى سن البلوغ حيث ستبدأ تجربة الصوم الكامل. ويظل السؤال حول السن المناسبة للصيام مع دخول شهر رمضان كل عام. والطريقة المثالية لشرح وتفصيل معناه الأخلاقي للأطفال ولا تكون معه التجربة شاقة. تسوق دراسات علمية وأطباء مجموعة من الأسئلة والإجابات بشأن الصيام وتأثيره على الأطفال من النواحي المعرفية والإدراكية والبدنية، كل طفل بحسب عمره وصحته. لكن ما يزال السؤال مطروحا: متى يصوم الأطفال؟ يتلقى الأطباء عشرات الأسئلة بخصوص السن المناسبة لصيام الأطفال، حيث يقول البعض منهم: '' ليس هنالك دليل طبي واضح للرد على الأسئلة المتعلقة بصيام الأطفال بنسبة 100%، لذلك نلجأ، وغيرنا من الأطباء، إلى خبراتنا وتجاربنا التي راكمناها خلال سنوات عملنا في هذا المجال والقائمة على الملاحظة والمعايشة مع الأطفال.'' ويشير بعض الأطباء إلى أن ثمة نوعين من صيام الأطفال. فأما الأول فهو الصيام كفكرة وفعل: حصر فكرة الصيام في منع الأطفال عن الطعام هو نقطة البداية من أجل حسم الحيرة التي تسيطر على الآباء والأمهات بشأن السن المناسبة لهذه التجربة، بينما الصيام كفكرة يجب أن نبدأ في تعليمها للطفل بمجرد اكتمال إدراكه وقدرته على الفهم والتواصل. وتختلف الآراء حيث يرى البعض أنه ببلوغ الطفل عمر الـ 10 سنوات يمكنه أن يصوم صياما كاملا، إن كانت حالته الصحية تسمح بذلك، بينما يرى آخرون أن الصيام الكامل يتزامن مع البلوغ، وهو ذاته سن التكليف وهو في المتوسط عند 12- 14 عاما تقريبا، ولا أنصح أن ينتظر الأهل كل هذا الوقت لزرع فكرة الصيام ومعناه عند الطفل". وثمة من ينصح بالبدء، عند السن المناسبة عقب التأكد من الحالة الصحية الجيدة للطفل، بالصيام التدريجي، منذ الصباح الباكر وحتى الظهر ثم إلى العصر، أو بالعكس من العصر إلى المغرب، ثم من الظهر إلى المغرب وهكذا حتى يشارك الطفل الأسرة لحظة الإفطار، مع التشديد على ضرورة الرجوع إلى الطبيب في حالة إصابة الطفل بأمراض مزمنة. وتشير دراسة نشرت في ماي 2023 بعنوان "آثار شهر رمضان على الوظائف المعرفية لدى الأولاد الصغار" والتي أجريت على 24 طفلا /مراهقا يتمتعون بصحة جيدة، إلى أن الصيام لم يؤثر على أي من سرعة المعالجة، أو أوقات رد الفعل المختلفة أو اتخاذ القرار، أو حتى على الاستجابة للأحداث غير المتوقعة، ما يعكس الحفاظ على الوظيفة المعرفية للأطفال في وقت الصيام. مع ذلك ينصح الخبراء بمجموعة من التدابير في حال تزامن الصيام مع الدراسة، منها: تخفيف الأنشطة البدنية والرياضية المرونة من جانب المدرسة والمنزل في الواجبات المنزلية عبر تخفيف الكميات والتعاطف مع الأطفال الذين يحاولون المواءمة بين صيام يوم كامل والدراسة.