يعتبر كوكب المريخ أبرد الكواكب الصخرية الداخلية في المجموعة الشمسية، حيث تتراوح درجة الحرارة على كوكب المريخ بين ما يقارب (-63) درجة مئوية نهاراً، وقد تصل نحو (-140) ليلاً، وفي فترات الصيف على الكوكب سجلت أعلى درجات الحرارة عليه ما يقارب (20) درجة مئوية، ويمكن تفسير برودة كوكب المريخ بنقطتين رئيسيين، وهما بعده عن الشمس، ورِقَّة غلافه الجوي، وفيما يلي توضيح لذلك:
الكواكب الصخرية (بالإنجليزية: terrestrial planets) هي أول أربع كواكب في المجموعة الشمسية، وهي كوكب عطارد والزهرة والأرض والمريخ، ولأنها الأقرب إلى الشمس سميت أيضاً بالكواكب الداخلية (بالإنجليزية: inner planets).
بُعد كوكب المريخ عن الشمس
يبعد كوكب المريخ عن الشمس مسافة مقدارها 228 مليون كيلومتر، وهو ما يساوي 1.5 وحدة فضائية، وبسبب بعده عن الشمس، فإن درجة حرارته أقل من جميع الكواكب التي تسبقه الأقرب إلى الشمس، فهو الكوكب الرابع في المجموعة الشمسية والأخير من الكواكب الصخرية، لذلك إن تمت مقارنة درجة حرارته مع الأرض أو الزهرة أو عطارد، سنجد أنها الأقل، يعود ذلك إلى العلاقة العكسية بين البعد عن الشمس ودرجة الحرارة، فكلما زادت المسافة بين الكوكب والشمس، تقل أشعة الشمس الواصلة إلى سطح الكوكب وتقل درجة الحرارة أيضاً، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن أشعة الشمس تستغرق ثلاث عشرة دقيقة لتنتقل من الشمس إلى سطح كوكب المريخ.[٣]
الغلاف الجوي لكوكب المريخ
يعزى السبب الآخر لبرودة كوكب المريخ إلى غلافه الجوي، حيث يقدر الغلاف الجوي للمريخ بأنه أرق بمئة مرة من الغلاف الجوي لكوكب الأرض، ومن المعروف أن الغلاف الجوي للأرض يحافظ على أشعة الشمس فيه؛ مما يجعل درجات الحرارة مناسبة للحياة، إلا أنه على سطح المريخ، وبسبب رِقَّة غلافه الجوي، فإن هذا الأمر غير ممكن، حيث إن الحرارة من الشمس تهرب بسهولة من هذا الكوكب لعدم وجود غلاف جوي سميك يقوم بحسبها حول الكوكب. ويمكن القول، فرضياً، بأنه لو وقف شخص على سطح المريخ على خط الاستواء عند الظهر في فصل الصيف، فسوف يشعر وكأنه في فصل ربيع عند قدميه، أي عند السطح حيث تبلغ درجة الحرارة ما يقارب 20 درجة مئوية، وسوف يشعر بأنه في فصل الشتاء عند رأسه، حيث تصل درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر في الغلاف الجوي المحيط للكوكب.
بالإضافة إلى ما سبق، فإن الغلاف الجوي لكوكب المريخ يفتقر إلى غازات الدفيئة،[٥] حيث أن غازات الدفيئة هي الغازات التي تتواجد في الغلاف الجوي، وتقوم بامتصاص أشعة الشمس لحبس الحرارة حول الكوكب وزيادة درجة حرارته، وتتواجد هذه الغازات في الغلاف الجوي للأرض،[٦] أما الغلاف الجوي للمريخ، فهو يحتوي على غاز واحد من غازات الدفيئة ألا وهو ثاني أكسيد الكربون، ولا يحتوي على غازات الدفيئة الأخرى، وإنما يحتوي على غازات أخرى مثل الآرغون، والنيتروجين، والأكسجين وأول أكسيد الكربون، وجميع هذه الغازات لا تملك القدرة على امتصاص أشعة الشمس والاحتفاظ بها.