كيف تعامل الفايكنج مع المجرمين في مجتمعه؟

ربما اكتسب الفايكنج سمعة كغزاة متعطشون للدماء، لكن لديهم نظام قانوني معقد يحكم مجتمعهم. كان القتل العلني في المبارزة شرفًا، ولكن القتل الخفي كان يُعاقَب عليه بشدة. بالنسبة لعمليات القتل ذات الشأن العالي، كان "المشية القاتلة" تنتظر المحكوم عليه. كان بطن القاتل يُشَق، وأمعاؤه تندفع خارجًا وهو يترنح إلى موقع الإعدام. هناك، كانت أحشاؤه تُلف حول شجرة وتشد بإحكام، مديدة العذاب لساعات قبل أن يحل الموت أخيرًا.
كانت ال-"ثينغ" المحلية، وهي تجمعات رجال أحرار، تجتمع دوريًا للفصل في النزاعات والجرائم والمحافظة على النظام. كان يُدار الثينغ من قِبل متكلمين بالقانون يرددون القانون عن ظهر قلب، ورؤساء قبائل يفصلون في القضايا، مع إعطاء كل الرجال حق المشاركة. كانت عمليات السرقة تُعتبر مخزية للغاية، بينما كان القتل العلني أكثر قبولاً. وبما أن السجلات المكتوبة نادرة، فإن الملاحم التي تصف التعذيب تبدو مشكوكًا فيها اليوم. ولكنها تعكس القيم، حيث كان القتل العلني يدل على الشجاعة، بينما تشير السرقة إلى الخداع.
وفقًا للملاحم، ربما يتم إعدام اللصوص المقبوض عليهم ببساطة. كانت عملية الشنق أكثر شيوعًا من قطع الرأس، وكانت تُنظر كمصير العبيد. ولكن اللص الذي تجنب الموت ربما واجه عقوبة "اللحم المعلق المروعة". تم تعليقه من ثقوب ثُقبت خلف الكعبين، متدليًا كجثة في مجزرة. صودرت أراضيهم باعتبارهم خارجين على القانون. وبينما ربما كانت مبالغة في الملاحم، إلا أن الصورة المروعة تطابقت مع المواقف تجاه عمليات السرقة الخفية.
إذا برر جريمة نادرة ذلك، فإن المخوف "نسر الدم" كان ينتظر المحكوم عليه، ربما حقيقة أو خيال. كان يتم تثبيت المحكوم عليه، وفأس يشق على طول العمود الفقري لفصل الأضلاع. كانت الرئتان تسحبان خلال الفتحة، مُخيلتان بأجنحة. كان ألم شديد يسبق الموت. كان الفايكنг ينظرون إليه على أنه تضحية لأودين، ولكن ربما اقتصر على أعداء مشوهين بعد المعارك. تشير الأوصاف الحية في الملاحم إلى أن نسر الدم امتلك قوة في عقلية الفايكنг، حتى لو كان استخدامه محل نزاع اليوم.
على النقيض من الفوضى، كان الفايكنг يثمنون المسؤولية والشرف. إقرار الذنب في الثينغ أظهر الشجاعة. كانت العقوبات قاسية وفقًا للمعايير الحديثة، ولكنها حافظت على النظام وفقًا لقيم الفايكنг.
مع كونها مروعة، أكدت الملاحم على نبذ اللصوص كأسوأ المنتهكين لأخلاقياتهم. كان العدالة الفايكنгية قاسية، لكنها عكست مجتمعًا ذا معتقدات أخلاقية مميزة.
فرضت عقوباتهم اللا رحمة معايير نعتبرها اليوم مروعة. ولكن من خلال فهم معانيها، نكتسب وجهة نظر عن عالم مختلف تمامًا.