كان نمرود بن كنعان ملكاً على بابل.. وكان أهل هذه المدينة ينحتون أصناماً يتقرّبون إليها بالعبادة. أما ملكهم نمرود فكان يدعي الربوبية. فطلب من قومه أن يتخذوه إلهاً،
وفي هذه البلاد ولد إبراهيم لأبيه “آزر”. وهكذا فتح الصغير عينيه على قوم اتّخذوا الأصنام أرباباً من دون الله.. وكان آزر نحّاتاً. يصنع لقومه التماثيل والأصنام، فكان داعيةً لها، ولكنّ إبراهيم، بما آتاه الله من نور في قلبه، توصل الى الإيمان، بالفطرة التي فطر الله الناس عليها، بأن لهذه الأرض ومن عليها، والسماء التي تزينها الكواكب والنجوم، رباً خالقاً، وحكيماً مدبّراً، وإلهاً صانعاً أتقن خلق كل شيء.
ولطالما كان يتأمّل في الليل نجوم السماء وكواكبها والقمر وفي النهار يتأمل الشمس، باحثا عن الله في كل مكان، ليكتشف في الأخير أن هناك خالقا واحدا لكل هذه الكائنات، ويتبرأ مما يعبد قومه من أصنام لا تنفع ولا تضر، ويشفق على قومه إشفاقا مما يعبدون من دون الله عز وجل. وليوجه وجهه في الأخير لفاطر السماوات والأرض ويبتعد عن المشركين.
يقول الله تعالى : { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) } (سورة الأنعام).