على ضفاف الحياة...

على ضفافِ الحياة، التقينا دون سابق تخطيط. في ذلك المساء الوردي، وجدتك تنتظرينَ بِمُحاذاةِ شاطيء ما وفى يديك، المرتعشتين، تحملين وردة الحنين. لم تكوني جالسة أبداً احتراما لقدومي الأول، على الرغم من أن ذلك الكرسي الوَتير، الذي كان بقربك، يغري. خرجت من ظلام دامس إلى نور ساطع، وحققتُ شيئا بسيطا جدًا، ألا وهو الجلوس معا إلى تلك الطاولة التي تتَوسطها شَمعة حمراء وكأس طويل يحتضن بعضا من الورود، ومذكرة قُرمزية بها صورة أميرين جليلين. لم تسأليني تلك الأمسية لما تَأخرتُ عن موعد الليلة، ولما لم أحضر لك في يدي هدية لقاء دون تخطيط! اكتفيتِ برسم ابتسامة عريضة على وجهك الملائكي، فكانت أفضل من تلك الوردة التي ترتعش حولها أَصابعك.
_ يبدو أنكِ كنتِ تنتظرين هنا طويلا؟
_ نوعا ما يا ...
توقفت عن أن تكمل البقية...
_ ألا تجدين مُتعة في سؤالي لما تأخرت عنك؟
_ كيف حالك؟ " في محاولة منها لتحتني عن ترك ذلك السؤال"
_ طيب، مادام يسعدكِ أن أترك البحثَ عن جواب. أنا بخير. مند متى تنتظرين هنا؟
_ منذ أن سَطرك القدر لي...
_ لم أفهم. لِما يبدو على كلامك الغموض؟
_ منذ متى خرجت قاصدا هذا المكان؟
_ هاه.. مند أن سطره القدر لي. اتعادلنا الآن يا...؟
وتوقفت عن تتمة المفرد...
_ تفضل بالجلوس..!
لا أدري لما يَكتنفُها الغُموضُ؟ لما هي سر؟ ككنزٍ مدفُونٍ في مكانٍ لا تَبلغُه الأقدام. لِمَا اختار القدر هذا المكانَ بالذاتِ ليربط بين قلوبنا؟ ليَغرسني في قلبها ويغرسها في قلبي؟ لتذوب روحي في روحها وتذوب روحها في روحي، كما تذوبُ قطعة السكر في أعماقِ فنجان القهوى البرازيلية اللذيذة. حُملت إليَّ تذكرة الوصول إليها.. فشكرا لمن حملها إلي.. شكرا من أعماق القلب.
_ يبدو لي أن تلك الوردة التي بين يديك محظوظة لتُحْمل دون الورود الأخرى.
_ هي، على الأرجح، كذلك!
_ كما أنني محظوظ أيضا أن تحْمل بين يديك لِي.
_ بالتأكيد أنت كذلك يا...
تعتصر شفاهها كي لا تنطق الكلمة..
_ تكاد تموت تلك الوردة من الخجل وهي بين يديك. ألا ترين أن خَديها يزدادان إحمرار؟
_ يترايء لك. ولو نظرت إلى المرآة لوجدت أنك مَنْ إحمَّر خجلا.
... إلى يوم أخر