تشير دراسة حديثة إلى أن كبار السن الذين يشعرون بأن حياتهم تفتقر إلى الهدف قد يكونون أكثر عرضة لفقدان الذاكرة ومشاكل التفكير مع تقدم العمر، مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
وتأتي هذه الدراسة الجديدة لتضيف دعماً إضافياً للأدلة المتزايدة التي تربط بين الرفاهية النفسية والشيخوخة الصحية. فقد قامت ورقة بحثية، نُشرت في مجلة *علم الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي*، بتحليل بيانات طويلة الأمد لأكثر من 900 شخص من كبار السن في ولاية إيلينوي بالولايات المتحدة، تمت متابعتهم لمدة 14 عاماً في المتوسط لتقييم مدى إصابتهم بضعف إدراكي خفيف أو بالخرف.
وأظهرت الدراسة أن حوالي 29% من المشاركين تعرضوا لضعف إدراكي خفيف خلال فترة المتابعة، وهي المرحلة التي تقع بين التراجع الطبيعي للذاكرة المرتبط بالتقدم في السن وبين الخرف. ومن هؤلاء، تطور 34% منهم لاحقاً إلى حالة من الخرف.
وكشف الباحثون أن أولئك الذين تعرضوا لضعف إدراكي خفيف شهدوا تدهوراً أسرع في الصحة النفسية مقارنة مع نظرائهم الذين حافظوا على سلامتهم الإدراكية. وقد سجلت الدراسة انخفاضاً ملحوظاً في درجات الرفاهية النفسية لدى الأشخاص قبل عامين من تشخيصهم بضعف الإدراك المعتدل.
وفيما يتعلق بمكونات الرفاهية النفسية المختلفة، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين أصيبوا بضعف إدراكي معتدل كانوا يعانون من افتقار إلى الهدف في الحياة قبل حوالي ثلاث سنوات من التشخيص. كما تبين أن مستويات النمو الشخصي لديهم كانت أقل بكثير قبل حوالي ست سنوات من تشخيصهم.
وأشار الفريق البحثي إلى أن الرفاهية النفسية، خاصة فيما يتعلق بالهدف في الحياة والنمو الشخصي، شهدت انخفاضاً كبيراً قبل تشخيص الضعف الإدراكي المعتدل. وأوصوا بالتخطيط لتقديم دعم نفسي مبكر للأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطرابات مرتبطة بالخرف.