دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، يسعى للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبلة. هذا السعي يثير الكثير من الجدل والتساؤلات حول ما ستكون عليه الولايات المتحدة والعالم إذا فاز ترامب بالرئاسة مرة أخرى. العديد من المراقبين يتكهنون بإمكانية إطلاقه لعمليات ترحيل واسعة للمهاجرين غير القانونيين، وسعيه للانتقام السياسي من خصومه، بينما يروج في خطاباته الأخيرة لإمكانية إحلال "السلام العالمي" والدخول في "عصر ذهبي" جديد.
في حال فوزه، يعد ترامب بإطلاق أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يخطط للبدء في هذه العملية من اليوم الأول لتوليه السلطة. يرى أن المهاجرين غير القانونيين يساهمون في "تسميم دماء البلاد"، ولا يستبعد استخدام القوات العسكرية لإنشاء معسكرات احتجاز، بهدف تسريع عمليات التدقيق في ملفات المهاجرين وتنفيذ قرارات الترحيل. إلى جانب ذلك، يعتزم ترامب إلغاء حق منح الجنسية للأطفال الذين يولدون لأجانب غير قانونيين في الولايات المتحدة، وهو حق يُمنح تلقائيًا وفقًا للقانون الحالي. كما يخطط لإعادة فرض حظر دخول مواطني عدد من الدول المسلمة إلى الولايات المتحدة، وهو الإجراء الذي اعتمده في ولايته الأولى تحت ذريعة حماية البلاد من الإرهاب.
فيما يتعلق بسياسات المناخ، ألغى ترامب خلال ولايته الأولى التزامات الولايات المتحدة في إطار اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، ويعتزم سحب البلاد مجددًا من هذا الاتفاق في حال فوزه بالرئاسة مرة أخرى. يؤكد ترامب أن الرئيس الحالي جو بايدن ينفق أموالاً هائلة على ما يسميه "الخديعة الخضراء الجديدة"، في إشارة إلى الاستثمارات الضخمة التي تهدف للحد من آثار التغير المناخي. ويعد ترامب بوقف هذه الاستثمارات وإلغاء تفويض استخدام السيارات الكهربائية، معتبراً أن العودة إلى توسيع عمليات الحفر النفطي هو الحل الأمثل لدعم الاقتصاد الأميركي.
اقتصاديًا، يسعى ترامب إلى إنهاء ما يعتبره إنفاقًا مفرطًا في إدارة بايدن، ويدعو إلى إحياء الصناعات التقليدية مثل النفط والتنقيب، التي يعتقد أنها مفتاح النمو الاقتصادي واستعادة الوظائف في الولايات المتحدة. يشدد ترامب على أن سياساته الاقتصادية ستركز على تقليل الاعتماد على الطاقة النظيفة وإعادة تعزيز الصناعات التقليدية.
أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فقد ألمح ترامب إلى أن إدارته المقبلة ستكون موجهة نحو إحلال "السلام العالمي". وعد خلال خطاباته الانتخابية الأخيرة بأن فترة حكمه ستشهد دخول الولايات المتحدة في "عصر ذهبي جديد"، مشيرًا إلى أن لديه خططًا دبلوماسية لتحقيق الاستقرار على المستوى الدولي. على الرغم من عدم تقديمه لتفاصيل محددة حول سياساته الخارجية المستقبلية، إلا أن هذه الوعود تعكس رؤيته في استخدام خبرته السابقة لتعزيز دور الولايات المتحدة عالميًا.
التالي، تعكس حملة ترامب الانتخابية توجهًا شعبويًا يركز بشكل أساسي على الأمن الداخلي، وإعادة بناء الاقتصاد التقليدي، والسياسات القومية التي تضع الولايات المتحدة في المقام الأول. وفي إطار حملته الرئاسية المقبلة، تعهد الرئيس السابق دونالد ترامب بتقليص كبير في تكاليف الطاقة، حيث أكد أنه سينخفض أسعار موارد الطاقة بشكل سريع جداً، وفي بعض الحالات قد تصل هذه التخفيضات إلى النصف. كما تعهد بأن يصبح البيتكوين والعملات الرقمية في الولايات المتحدة محوراً عالمياً، من خلال تكليف الملياردير إيلون ماسك بتدقيق أداء الحكومة الفدرالية في حال فوزه بالانتخابات.
من ناحية أخرى، أعلن ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية على أكثر من 10% من جميع الصادرات، حيث سيتحمل المستوردون وتالياً زبائنهم هذه الرسوم بدلاً من الشركات المصدرة. وأكد أن العائدات الناتجة عن هذه الرسوم ستساهم في تمويل تخفيضات ضريبية كبيرة تشمل مختلف الطبقات الاجتماعية.
فيما يتعلق بالعلاقات التجارية مع الصين، أبدى ترامب عزمه على إلغاء الوضع الخاص الذي يمنح الصين صفة "الدولة الأكثر تفضيلاً"، وهو وضع كان يهدف لتعزيز التجارة بين البلدين، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعيه لمواصلة السياسة التجارية القوية التي انتهجها خلال ولايته الأولى.
وفيما يخص مسألة الإجهاض، أثار ترامب الغموض حول نواياه المستقبلية، رغم أنه أشار إلى أن تعيينه لثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا قد ساهم في تقليص قدرة النساء على الإجهاض في الولايات المتحدة. ورغم الضغوط من اليمين الديني، امتنع ترامب عن دعم فرض حظر وطني على الإجهاض، مؤكداً أن القرار يجب أن يظل بيد كل ولاية على حدة. وأكد أن إدارته ستكون "عظيمة للنساء وحقوقهن الإنجابية"، لكنه أشار إلى ضرورة متابعة "القلب" في هذه المسألة مع التأكيد على أهمية الفوز في الانتخابات.