مع اقتراب ليالي الصيف الدافئة، يزداد ظهور البعوض، مما يدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق لتجنب لدغاته المزعجة. ورغم انتشار نصائح شائعة بين الناس للتعامل مع هذه الآفة، فإن الخبراء يشيرون إلى أن العديد من هذه النصائح قد تكون مبنية على مفاهيم خاطئة لا أساس لها من الصحة.
من الأساطير الشائعة تلك التي تزعم أن البعوض يفضل الدم "الحلو"، إلا أن خبير البعوض وعالم الأحياء هيلجي كامبين يفند هذا الاعتقاد تمامًا، موضحًا أن البعوض لا ينجذب للدم ذاته، بل إلى الروائح التي تنبعث من الجسم، وهي مزيج معقد من الروائح التي يطلق عليها العلماء "كوكتيلات الروائح". هذه الروائح، إلى جانب ثاني أكسيد الكربون الذي نتنفسه، تشكل المغناطيس الرئيسي الذي يجذب البعوض، وليس نوعية الدم.
وبينما يعتقد البعض أن البعوض ينجذب إلى الضوء، فإن كامبين يؤكد أن هذا الاعتقاد خاطئ في معظم الحالات. في الواقع، تفضل أنواع كثيرة من البعوض حرارة الجسم وثاني أكسيد الكربون على الضوء، مما يجعل المصابيح فوق البنفسجية التي تُستخدم عادةً لمكافحة الحشرات غير فعالة مع البعوض. الأسوأ من ذلك، يمكن أن تؤذي هذه المصابيح الحشرات المفيدة الأخرى دون أن تترك أثرًا يُذكر على البعوض.
وفيما يتعلق بالعطور، فإن بعض الروائح مثل اللافندر والثوم قد تكون فعالة في إبعاد البعوض، ولكن تأثيرها يختلف من شخص لآخر، بحسب ما تشير دورين وورنر، الباحثة في الحشرات وخبيرة البعوض. لذا، قد لا تكون هذه الحلول دائمًا مضمونة.
أما بالنسبة لاعتقاد أن اللعاب يمكن أن يخفف من حكة لدغات البعوض، فإن هذا صحيح جزئيًا. يُفسر طبيب الحساسية ماثياس سولك أن التخفيف يأتي من تأثير التبريد الذي يحدثه اللعاب، وليس من اللعاب نفسه. ومع ذلك، يحذر سولك من استخدام اللعاب لهذا الغرض، لأنه قد ينقل بكتيريا إلى الجلد المصاب. بدلاً من ذلك، ينصح الأطباء باستخدام الماء البارد أو العلاجات الطبية مثل العصي الحرارية لتخفيف الحكة بشكل آمن.
في النهاية، يبدو أن الكثير مما يُعتقد حول البعوض قد لا يكون أكثر من خرافات، بينما تتطلب الوقاية الفعالة فهماً أعمق لهذه الحشرات الصغيرة المزعجة.