الهجوم الإسرائيلي على إيران: قراءة تحليلية في عملية أسد النشوء وتداعياتها الإقليمية
في تطور دراماتيكي قد يُعيد تشكيل معادلات القوة في الشرق الأوسط، شنت إسرائيل، فجر يوم 13 يونيو 2025، هجومًا عسكريًا واسع النطاق على أهداف داخل إيران، في عملية أطلقت عليها اسم "أسد النشوء". وقد استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية منشآت نووية، ومراكز أبحاث، ومقرات تابعة للحرس الثوري الإيراني، مما أسفر عن مقتل عدد من القادة البارزين والعلماء النوويين، وفق ما أكدته مصادر متعددة.
خلفية العملية وأسباب التصعيد
تقول الحكومة الإسرائيلية إن هذا الهجوم يأتي في سياق محاولة منع إيران من الوصول إلى مرحلة إنتاج سلاح نووي، وهو ما تعتبره تهديدًا وجوديًا. وقد تصاعدت المخاوف في تل أبيب بعد تقارير استخباراتية تحدثت عن تسريع طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، وهي النسبة المطلوبة لصناعة القنبلة النووية.
كما شكّلت الصواريخ الباليستية الإيرانية وتوسّع النفوذ الإيراني عبر ميليشيات في سوريا ولبنان واليمن، عوامل أخرى عجّلت بهذه الضربات، في وقت كانت فيه المحادثات النووية بين إيران والغرب على وشك الانطلاق مجددًا في مسقط.
تفاصيل الهجوم
بحسب تقارير صحيفة The Times ووكالة أسوشيتد برس والجارديان البريطانية، فقد تم تنفيذ العملية عبر:
200 طائرة حربية شاركت في ثلاث موجات متتالية.
إطلاق أكثر من 330 ذخيرة دقيقة التوجيه.
استهداف مواقع في طهران، أصفهان، ناتانز، وبوشهر.
وقد أكدت مصادر مقتل الجنرال محمد باقري (رئيس الأركان الإيراني)، واللواء حسين سلامي (قائد الحرس الثوري سابقًا)، إضافة إلى عدد من الخبراء في المجال النووي.
الرد الإيراني
ردّت إيران سريعًا بإطلاق أكثر من 100 طائرة دون طيار من طراز "شاهد" نحو أهداف في الداخل الإسرائيلي، رغم أن معظمها تم اعتراضها حسب وزارة الدفاع الإسرائيلية. الحرس الثوري أعلن أن "الثأر سيكون مضاعفًا" وأن إيران "لن تمرر هذا العدوان دون رد استراتيجي".
كما تم الإعلان عن رفع جاهزية منظومات الدفاع الجوي في مدن إيرانية عدة، وتم استدعاء سفراء غربيين للاحتجاج الرسمي.
المواقف الدولية
ردود الفعل الدولية تفاوتت بين الدعوات إلى التهدئة وبين التحذيرات من انفجار الوضع:
الولايات المتحدة نفت مشاركتها في العملية، لكنها أكدت أنها كانت على علم مسبق بها، مؤكدة أن أولويتها "حماية قواتها في المنطقة".
الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة دعيا إلى ضبط النفس والعودة الفورية للمفاوضات النووية.
روسيا والصين عبّرتا عن قلقهما من زعزعة الاستقرار الإقليمي.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن منشآت بوشهر وأصفهان لم تسجّل بها أي تسريبات إشعاعية.
التداعيات الإقليمية
إغلاق أجواء كل من الأردن والعراق وإيران أمام الملاحة الجوية كان مؤشرًا على الخوف من توسع العمليات. وقد تضررت شركات طيران تجارية عديدة بسبب تعليق الرحلات في الشرق الأوسط.
محللون استراتيجيون وصفوا الضربة بأنها "نقطة تحول"، قد تدفع إيران نحو:
تسريع العمل على منشآت نووية تحت الأرض.
تعزيز التحالفات الإقليمية مع روسيا والصين.
توسيع نطاق الرد ليشمل جبهات كلبنان والعراق وسوريا.
خلاصة
الهجوم الإسرائيلي على إيران هو أخطر تصعيد عسكري مباشر بين الطرفين منذ أكثر من عقدين. في حين ترى إسرائيل أنه "ضربة وقائية استراتيجية"، تعتبره إيران "عدوانًا على السيادة وانتهاكًا للقانون الدولي".
الأنظار تتجه الآن إلى شكل الرد الإيراني ومدى قدرته على قلب الطاولة، وكذلك إلى الموقف الأمريكي في حال خروج الصراع عن السيطرة. وبين الحرب والسلام، يبقى المدنيون في الشرق الأوسط هم الخاسر الأكبر دائمًا.
