العالم على موعد مع القمر الأزرق

العالم على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة تُعرف بالقمر الأزرق العملاق، والتي ستحدث مساء يوم 19 أغسطس/آب 2024. سيظهر القمر بدراً بعد غروب الشمس مباشرة، مضيئاً السماء طوال الليل.
القمر الأزرق ليس له علاقة باللون الأزرق كما قد يوحي الاسم، بل هو ظاهرة حسابية ناتجة عن اختلاف طول الشهور القمرية عن الشهور الميلادية. في تلك الليلة، لن يتغير لون القمر ليصبح أزرقًا بأي شكل من الأشكال.
ومع ذلك، لأن هواة الفلك يميلون إلى تلوين صور القمر في مثل هذه الليالي باللون الأزرق احتفاءً بالظاهرة، قد يعتقد البعض خطأً أن القمر يظهر باللون الأزرق بالفعل. هناك نوعان من الأقمار الزرقاء، وفقًا لوكالة ناسا. الأول يُعرف باسم "القمر الأزرق الموسمي"، وهو يشير إلى القمر المكتمل الثالث ضمن فصل يشهد أربعة أقمار مكتملة. في هذا العام، بدأ فصل الصيف في 20 يونيو، حيث شهدنا اكتمال القمر في 22 يونيو، ثم مرة أخرى في 21 يوليو، وسيكون البدر الثالث في 19 أغسطس، بينما سيظهر الرابع قبل نهاية الصيف في 18 سبتمبر.
النوع الثاني هو "القمر الأزرق الشهري"، وهو يحدث عندما يظهر قمر مكتمل إضافي في نفس الشهر الميلادي. نظرًا لأن دورة القمر تستغرق حوالي 29.5 يومًا، فإن معظم الأشهر تشهد اكتمال قمر واحد فقط. ولكن كل 2.5 إلى 3 سنوات تقريبًا، يتصادف أن يشهد الشهر الواحد بدرين، فيُطلق على القمر المكتمل الثاني لقب "القمر الأزرق".
ووفقًا لوكالة ناسا، يتكرر حدوث القمر الأزرق كل عامين إلى ثلاثة أعوام تقريبًا. كانت آخر مرة شهدنا فيها القمر الأزرق الموسمي في أغسطس 2021، والمرة القادمة ستكون في مايو 2027.
أما عن أصل تسمية "القمر الأزرق"، فإن العبارة تعود لعدة قرون ولها جذور في الأدب الإنجليزي من القرن السادس عشر، حيث كان المصطلح يُستخدم للإشارة إلى شيء نادر جدًا أو مستحيل الحدوث. هذا التعريف انتقل لاحقًا إلى ثقافة المزارعين في ولاية ماين شمال شرق الولايات المتحدة، حيث استخدموه للتعبير عن تلك الحالة النادرة لاكتمال القمر. في تلك الأوقات، اعتمد الناس في معظم أنحاء العالم على الشمس والقمر والنجوم لتحديد مواعيد الزراعة والري والحصاد، نظرًا لعدم توفر التقويمات الحديثة. ولذلك، أُطلقت أسماء مميزة على الظواهر المختلفة للقمر والشمس.

على سبيل المثال، كان البدر في شهر يناير يُعرف بـ"بدر الذئاب"، وفي فبراير بـ"بدر الثلوج"، وفي يونيو بـ"بدر الفراولة". كانت هذه الأسماء تعبر عن ظواهر أو أنشطة موسمية مرتبطة بتلك الفترة من العام. أما القمر الأزرق المتوقع في 19 أغسطس، فيُعرف أيضًا بـ"القمر العملاق"، وهو مصطلح يرتبط بمدار القمر حول الأرض، الذي يتخذ شكلاً بيضاويًا، مما يجعله يقترب من الأرض في بعض الأوقات ويبتعد عنها في أوقات أخرى.

القمر العملاق هو ظاهرة تحدث عندما يقترن طور البدر مع أقرب نقطة للقمر من الأرض خلال دورته، مما يجعله يبدو أكبر وأكثر إشراقًا بشكل ملحوظ. هذه الظاهرة مرئية للعين المجردة وتوفر فرصة ممتعة لمراقبة السماء. في 19 أغسطس، سيصل القمر إلى طور البدر في تمام الساعة 21:26 بتوقيت الدوحة، بينما سيصل إلى أقرب نقطة من الأرض في 21 أغسطس عند الساعة 8:05 صباحًا بتوقيت الدوحة.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن القمر العملاق لا يظهر بالشكل الضخم الذي نراه في صور الإنترنت. تلك الصور تُلتقط باستخدام تقنيات خاصة، حيث يكون المصور بعيدًا بما يكفي عن المنازل أو الجبال لالتقاط مشهد ضخم. في الواقع، يمكنك تغطية القمر العملاق بإصبعك، لأن مساحته الظاهرة في السماء تبلغ 0.5 درجة فقط. يمكنك تجربة ذلك بنفسك في أي ليلة.
هذا العام، ستتكرر ظاهرة القمر العملاق على مدى أربعة أشهر متتالية، لكن الأفضل بينها سيكون في سبتمبر، حيث سيتزامن طور البدر مع أقرب نقطة للقمر من الأرض خلال عام 2024.