جوائز نوبل لهذا العام حملت جدلاً غير مسبوق بسبب دخول الذكاء الاصطناعي بشكل قوي إلى الساحة العلمية. فبعد أن حصل علماء من فريق "غوغل ديب مايند" على جوائز نوبل في الكيمياء والفيزياء، تجدد النقاش حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المجالات العلمية التقليدية ومدى صحة قرارات لجنة نوبل في الاعتراف بمساهمات الذكاء الاصطناعي.
أحد النقاط البارزة هو فوز مدير البرنامج مع باحثين آخرين، حالي وسابق، حيث يُعزى هذا الفوز إلى إنجازات علمية مذهلة حققها الفريق باستخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالبنى الجزيئية والبروتينية، وهو ما يعد تقدمًا مهمًا في العلوم الكيميائية والطبية. إن إسهامات "غوغل ديب مايند" وفريقه في مجال الذكاء الاصطناعي قد غيرت مفهوم العلماء حول قدرات الحواسيب في التحليل والتنبؤ العلمي، مما جعلها تساهم بشكل مباشر في الاكتشافات التي كان يُعتقد سابقًا أنها تتطلب عقوداً من البحث.
ومع هذا، يعبر جيفري هينتون، أحد رواد الذكاء الاصطناعي والحائز على نوبل في الفيزياء، عن قلقه العميق من سرعة تقدم الذكاء الاصطناعي. فقد أطلق تحذيرات بشأن المخاطر المستقبلية، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي قد يتجاوز الذكاء البشري في وقت قريب جدًا. ويرى هينتون أن هذا التفوق قد يؤدي إلى تحديات غير متوقعة للبشرية، ليس فقط في الجانب العلمي، ولكن أيضًا في النواحي الاجتماعية والأخلاقية والأمنية.
تفسير اختيارات لجنة نوبل قد يكمن في إدراكها لأهمية هذه التطورات، فرغم المخاوف التي يثيرها الذكاء الاصطناعي، فإن تأثيره الإيجابي على العلوم قد يؤدي إلى تسريع الاكتشافات العلمية في الطب والفيزياء والكيمياء. بالنسبة للجنة، يبدو أن هذا النوع من التقدم يستحق الاعتراف والتقدير، حتى لو كان يحمل في طياته مخاطر تحتاج إلى دراسة ومناقشة معمقة في الأوساط العلمية.
المصدر : فرونس 24