منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF)، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث. هذا الصراع، الذي بدأ كنزاع على السلطة بين القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفر عن مقتل أكثر من 14,000 شخص وتشريد حوالي 8.6 مليون آخرين.
الأزمة الحالية في السودان تعتبر "أزمة ذات أبعاد ملحمية"، مع تزايد التقارير عن الفظائع ضد المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي، وتجنيد الأطفال، والتعذيب والاعتقال التعسفي من قبل الطرفين المتنازعين. كما أن الصراع أدى إلى تدمير البنية التحتية الصحية، حيث أن 70-80% من المستشفيات في المناطق المتأثرة لم تعد تعمل، مما أدى إلى تفشي الأمراض مثل الكوليرا والحصبة والملاريا.
المنظمات الإنسانية تحاول جاهدة تقديم المساعدة، إلا أن استمرار القتال وعدم الاستقرار السياسي يعقدان جهود الإغاثة. حوالي 25 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ويعيش السودان الآن أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث فرّ العديد من السكان إلى دول الجوار مثل جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
التدخلات الدولية لم تكن كافية حتى الآن لإنهاء الصراع، مع استمرار دعم القوى الخارجية للأطراف المتحاربة، مما يزيد من تعقيد الوضع. تحث الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الأخرى الأطراف المتنازعة على احترام القوانين الدولية ووقف الأعمال العدائية فوراً.
في ظل هذه الظروف القاسية، يعاني السودان من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية، مما يهدد حياة الملايين ويجعل الحاجة إلى تدخل إنساني فعال أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.