اكتشاف أثر انهيار جليدي هائل تحت المحيط الأطلسي

يعود عمره ل 60 ألف عام

كشفت دراسة علمية جديدة عن حدث طبيعي مدمر وقع قبل أكثر من 60 ألف سنة، تمثل في انهيار جليدي ضخم تحت سطح البحر أدى إلى دمار واسع النطاق، أثناء انتقاله لمسافة تقارب ألفي كيلومتر عبر قاع المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشمالي الغربي لأفريقيا. ويُعد هذا الانهيار أكبر بكثير من الانهيارات الجليدية المعروفة أو تدفقات الحطام الصخري.

في الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسس" يوم 21 أغسطس/آب، قدم الباحثون لأول مرة رؤية تفصيلية لحجم وقوة وتأثير هذه الظاهرة الغامضة، التي نادراً ما تُرصد أو تُدرس بالشكل الكافي. تمكن فريق البحث من رسم خريطة للانهيار الجليدي الهائل في أخدود أغادير، الذي يُعد واحداً من أكبر الأودية تحت البحر في العالم.

يقع أخدود أغادير قبالة سواحل المغرب الشمالية الغربية، ويغوص في عمق المحيط الأطلسي لأكثر من ألف متر، ويمتد طوله لحوالي 450 كيلومتراً، مما يجعله يُضاهي في حجمه "غراند كانيون" الشهير في ولاية أريزونا الأميركية.

### انهيار بحجم ناطحة سحاب

أوضح كريس ستيفنسون، أستاذ الرسوبيات في كلية العلوم البيئية بجامعة ليفربول البريطانية، والذي قاد فريق البحث، أن الانهيارات الجليدية تحت الماء تعد أحداثاً طبيعية تحدث باستمرار، إلا أنها صعبة الرصد والدراسة، مما يجعل معلوماتنا عنها محدودة للغاية. وأضاف ستيفنسون أن الانهيار الذي تناولته الدراسة زاد حجمه تحت الماء بنسبة تزيد عن 100%، متسبباً في دمار واسع على طول قاع المحيط الأطلسي.

وأشار ستيفنسون إلى أن الأمر المثير في هذا الحدث هو كيفية تطوره من انهيار صغير نسبياً إلى كارثة هائلة، حيث بلغ ارتفاع الكتلة الجليدية نحو 200 متر، وانتقلت بسرعة 15 متراً في الثانية، ما أدى إلى تمزيق قاع البحر وتدمير كل ما اعترض طريقها.

وأظهرت التحليلات العلمية أن الحدث بدأ كانهيار أرضي صغير في قاع البحر، بمساحة 1.5 كيلومتر مكعب، لكنه تضاعف حجمه 100 مرة، حيث تراكمت الصخور والحصى والرمل والطين، لتقطع هذه الكتلة الهائلة وادياً محيطياً واسعاً قبل أن تستمر في الانحدار لمسافة 1600 كيلومتر عبر قاع المحيط الأطلسي. وتسبب هذا الانهيار في دمار الوادي المحيطي الذي غطى مسافة 400 كيلومتر وارتفع لعدة مئات من الأمتار، مع تراكم للحصى بعمق يصل إلى أكثر من 130 متراً.