أشعل آرون بوشنل، وهو عسكري تابع للقوات الجوية الأميركية، النار بنفسه أمام مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن في 25 فبراير 2024، اعتراضا واستنكارا للحرب على قطاع غزة التي بدأت في الثامن من أكتوبر 2023 وأدت للكثير من المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في القطاع.
وأعلنت القوات الجوية الأميركية في بيان لها أن بوشنل كان متخصصًا في عمليات الدفاع الإلكتروني والدعم الاستخباراتي بقاعدة 531 في "سان أنطونيو لاكلاند" المشتركة في تكساس. انضم بوشنل إلى القوات الجوية كعضو نشط في ماي 2020، حيث عمل في قسم تكنولوجيا المعلومات وعمليات التطوير. وقد أعلن عبر موقع "لينكد إن" عن رغبته في الانتقال من سلاح الجو الأميركي إلى مجال هندسة البرمجيات. كان بوشنل يسعى للحصول على درجة البكالوريوس في هندسة البرمجيات من جامعة "نيو هامبشير". وأشارت صحيفة "ستارز آند سترايبس" العسكرية إلى أنه كان من بين أبرز جنود القوات الجوية، وأنه انتقل إلى أوهايو في بداية عام 2024 لحضور دورة تدريبية لأفراد الخدمة الذين ينتقلون من الجيش. قبل حوالي أسبوعين من الحادث، كان هناك صديق لبوشنل أبلغه أنه تحدث معه عن أمور عامة دون ذكر أي شيء عن التضحية بالنفس أو عن نواياه بفعل أي شيء عنيف، لكن قبل يوم من الحادث، قام بوشنل بإرسال رسالة إلى صديقه تحتوي على عبارة "آمل أن تفهم، أحبك، وربما هذا لا معنى له، لكني أشعر أنني سأفتقدك"، كما قدم قطته لجاره. كما أفاد أصدقاء آخرون له من سان أنطونيو أنهم تحدثوا مع بوشنل حول الفلسطينيين، وشعروا بالنفور المشترك من دور الولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنه لم يعبر لهم عن أي مؤشر على ما كان يخطط له في 25 فبراير 2024. صديق آخر يُدعى بيربونت ذكر أن بوشنل بدأ يكشف عن اعتراضاته على الجيش بعد مقتل جورج فلويد عام 2020، حيث أخبره أنه يبحث في تاريخ الولايات المتحدة ويرغب في اتخاذ موقف ضد جميع أعمال العنف التي تقرها الدولة. كان بوشنل يفكر في ترك الجيش مبكرًا، لكنه قرر البقاء حتى نهاية خدمته المطلوبة، حيث كان من المقرر مغادرته الجيش في ماي 2024، وخطط للعثور على وظيفة تسمح له بمعيشته والانخراط في النشاط السياسي. أشار بيربونت إلى أنه شجع بوشنل على الالتحاق بالجامعة والحصول على شهادة في تخصص يتعلق بمعتقداته. بعد إرساله وصيته لصديقه غمر بوشنل نفسه بسائل قابل للاشتعال، وأضرم النار بجسده أمام مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأميركية واشنطن في 25 فبراير 2024، ونشر الحدث عبر بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي.
وصرح، قبل لحظات من إضرامه النار في نفسه، أنه لا يريد أن يكون متواطئا في الإبادة الجماعية، وكان يردد أثناء احتراقه "فلسطين حرة"، وتدخلت قوات الأمن محاولة إنقاذه وأطفأت النار، ثم نُقل بسيارة إسعاف إلى المستشفى وكانت حالته حرجة. وتوفي أرون بوشنل بعد 7 ساعات من الحادث في المستشفى نتيجة إصابته بحروق بليغة. وجدير بالذكر أن آرون بوشنيل من مواليد عام 1999، في مدينة سان أنطونيو، بولاية تكساس الأميركية.